من نحن

الجهوية الجديدة كموقع إلكتروني هو جزء من مشروع إعلامي شامل يروم تشكيل منصة متكاملة في مجالات الإعلام والثقافة والتكوين والتواصل من أجل بلورة بدائل فكرية وثقافية من أجل المساهمة في إرساء أسس التفاعل الإيجابي والبناء مع مختلف الإشكالات المطروحة في المجتمعات المغاربية والعربية والافريقية بشكل خاص والعالمية بشكل عام.
إن الاعتبار الأول والأهم للخوض في هذا الرهان كان وما يزال، هو ضرورة اعتبار المسألة الثقافية وكل الإنتاج الفكري لمجتمع ما، والتواصل حوله بشكل جدي ومعقلن، يشكل ركيزة أساسية بل الركيزة الأولى التي ينبغي أن ينبني عليها أي مشروع تنموي، بدءا من نوعية جودة التكوين إلى إتاحة الفرصة بشكل عقلاني وبتدبير ذي كفاءة ومهنية وجودة، من أجل توفير البيئة النموذجية الكفيلة بجعل المسألة الثقافية والنتاج الفكري بشكل عام، يلعب ذلك الدور المحوري الذي من المفترض أن يكون الركيزة الأساسية لكل نهضة تنموية ممكنة. من هذه الزاوية يطرح هذا المشروع نفسه كمشروع يتبنى روح وجوهر هذه الأفكار.
إن المرحلة الكولونيالية وحدها غير كافية لتبرير تخلف مجتمعاتنا. إن الأهم من ذلك هي استمرار بعض هذه الأنماط الكولونيالية وامتداداتها في فكرنا وثقافة مجتمعاتنا. وإن التمعن في بنيات ومؤسسات الثقافة والفكر والاعلام في هذه المجتمعات يمكِّننا من الاطلاع على النمطية التي تعاطى بها الاستعمار في مراحل معينة من تاريخ مجتمعاتنا، والتي ما زال الغرب يتعاطى بها حتى اليوم، كي تظل مفتتة أو عرضة لمشاريع التفتيت، غارقة في التخلف والجهل والأمية والقهر الاجتماعي والاستغلال وانعدام الحرية التي تضمن كرامة مواطنيها. لذلك كان لا بد، وعبر النقاشات التي أسست لهذا المشروع أن تكون مهمة القطع مع هذه الأنماط في التعامل مع الشأن الثقافي والفكري والإعلامي حجر الزاوية في رأيتنا في كل مسارات انجاز هذا المشروع على أرض الواقع حيث يوجد المثقف والمفكر المبدع في قلب العملية الفكرية والتنموية برمتها.
إن عملية إشراك أصوات الهامش الممانعة التي ألقت بها أساليب مرحلة الاستعمار وما تلاها من مخلفات ممارسات، تقع في صميم عملية بلورة هذا المشروع وذلك عبر إتاحة فرص التعبير و رفع الحصار المضروب على هذه الأصوات الممانعة لهذه الأنماط السائدة في ميادين الثقافة والفكر، سواء تعلق الأمر بالممارسات الثقافية ضمن المسارات الرسمية أو المستويات الأخرى المختلفة، مما قد يجعل عددا هائلا من طاقات هذه المجتمعات التي كانت نوعا ما خارج دائرة الفعل الثقافي والفكري، تساهم في خلخلة هذا الوضع الفكري والثقافي القائم.
من هذه المنطلقات يجد المشروع نفسه منحازا إلى كل تلك الطاقات الفكرية والثقافية والإعلامية الخلاقة المؤمنة بخصوصيات مجتمعاتنا وقوة وأصالة مرجعاتنا التي تضع الإنسان في قلب معركة إعادة الاعتبار، بشكل مبدع وخلاق في شتى مناحي الابداع الإنساني، لهذه الجهة الكبرى من جغرافية العالم المنفتحة على تاريخ ومعاناة الجنوب العالمي بشكل عام.