الإعلامي عمر سليم يترجل عن صهوة الحياة بعد مسيرة صحفية وأدبية حافلة
بقلم الصحفي أسامة العماري
انتقل إلى عفو الله صباح أمس الإثنين بإحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء الإعلامي و الصحفي و الكاتب المغربي عمر سليم عن سن ناهز 69 سنة بعد وعكة صحية ألمت به مؤخرا.
ويعتبر الراحل من مواليد الدار البيضاء سنة 1954 وهو ابن أسرة تنحذر من مدينة أبي الجعد، تلقى تعليما فرنسيا طيلة مسيرته الدراسية، بدءا من مدارس البعثة الفرنسية و ثانوية ليسي ليوطي بالبيضاء، ثم جامعة السوربون بباريس التي درس بها الأدب الفرنسي و الفلسفة، وصولا إلى معهد الدراسات السياسية الباريسي والذي حاز فيه على شهادة دكتوراه في العلوم السياسية.
وعاد عمر سليم مجددا لوطنه الأم المغرب في نهاية سبعينيات القرن الماضي، حيث التحق بجريدة “لوبينيون”، واشتغل في ملحقها الثقافي الذي كان يصدر كل يوم اثنين، إلى أن التحق بإذاعة البحر الأبيض المتوسط ”ميدي 1 ” بطنجة بعد شهر على انطلاق إرسالها سنة 1980، حيث سيتولى فيها مهمة تقديم نشرات و مواجيز الأخبار باللغة الفرنسية.
ومع انطلاق القناة الثانية 2M سنة 1989 ستتم المناداة على عمر سليم للاشتغال بها، حيث بدأت رحلته داخل استديوهات عين السبع بتقديم فقرات وبرامج رياضية باللغة الفرنسية أبرزها برنامج Magazine Du Sport، ليتحول في مطلع التسعينيات إلى قسم الأخبار الذي كان من بين مؤسسيه، حيث كان سليم أول من قدم نشرة الأخبار بالفرنسية سنة 1991، ثم بعدها اشتغل رئيس تحرير للنشرات الإخبارية اليومية بنفس القناة وظل لفترة طويلة مزاوج بين علمه الإذاعي بإذاعة ميدي 1 بطنجة وعمله التلفزي بقناة دوزيم بالدار البيضاء.
وبعد تجربة كبيرة بقسم الأخبار بالقناة الثانية، تحول عمر سليم إلى تقديم البرامج الحوارية الأدبية و الثقافية بالفرنسية أبرزها برنامج Grand Temoin و برنامج Arts Et Lettres، ليشغل بعدها منصب مدير الأخبار والبرامج لفترة ليست بالهينة وهي نفس الفترة التي فك فيها ارتباطه باذاعة ميدي 1، إلى أن أنهى علاقته بالقناة عن طريق المغادرة الطوعية قبل وصوله سن التقاعد.
ولعمر سليم مجموعة من المساهمات الأدبية بلغة موليير حيث نشر روايتين عن تجربة عمله بقناة دوزيم، الأولى تحمل عنوان Le Placard أصدرها سنة 2004 والثانية تحمل عنوان La Concubine أصدرها سنة 2005، كما ألف كتابا حول تاريخ المغرب منذ عام 1920، و كتابا آخر عن السياسي امحمد الدويري، وآخر في نفس السياق حول المهندس المغربي الايطالي بوليتزي الذي شيد عددا من المباني المهمة في مدينة أكادير، بالإضافة إلى كتاب ساخر هجائي عن الوصوليين، بعنوان: “مغامرات بوزعطوط” Les Aventures De Bouzaatout Satire De L’arrivisme، وكتب أخرى لم تنشر بعد، منها مؤلف نقدي حول القناة الثانية، بعنوان C’est quoi ce bidule.. livre critique sur la télévision 2M.
وقد تعرض عمر سليم قبل أسبوع لوعكة صحية مفاجئة أدخل على إثرها لإحدى مصحات الدار البيضاء، ليسلم الروح إلى بارئها صباح أمس الإثنين، بعد مسيرة صحفية وإعلامية حافلة وبعد عطاء أدبي زاخر.
وسيوارى جثمان عمر سليم بعد صلاة ظهر يومه الثلاثاء بمقبرة الشهداء بالعاصمة الاقتصادية.
التعليقات مغلقة.