تغطية عن لقاء “إشكالية المركز والهامش في الفكر والثقافة من الكولونيالية إلى ما بعدها”.

الجهوية الجديدة

نظمت مؤسسة (جرين هيلب ميديا) Green Help Media عبر مبادرتها الثقافية في إطار برنامجها الثقافي والفكري والابداعي “علامات في الفكر والابداع” وذلك بمقرها الكائن بشارع الجبل الأبيض بحي اعلي باي بطنجة، لقاء فكريا مع الناقد والباحث والمبدع محمد أحمد المسعودي، انطلاقا من محور: إشكالية المركز والهامش في الفكر والثقافة من الكولونيالية إلى ما بعدها”.
في البداية، وبعد الترحيب بالحضور الوازن والنوعي الذي حضر اللقاء سواء داخل القاعة أو عبر الفايس بوك تحدث مدير الجلسة المبدع والباحث والروائي عبد النور مزين عن كيفية تبلور فكرة التأسيس لهذه المبادرة الثقافية، وآفاق الاشتغال واستراتيجية العمل في سياق برنامج “علامات في الفكر والإبداع”، وشكر الرئيس المؤسس الأستاذ عبد الحميد على مبادرته الطموحة، ثم أعطى الكلمة لمديرة المركز ومسيرته الأستاذة الإعلامية حنان عزوز التي رحبت بالحضور، ورحبت بالضيفين المشاركين في اللقاء، وآملت أن يسهم الحاضرون والمتابعون بآرائهم واقتراحاتهم، وبعدها انطلق الحوار ليشمل قضايا تنطلق من إشكالية المركز والهامش، ولمناقشة ما يتصل به وخاصة في البعد الثقافي والفكري.
ركز الدكتور عبد النور مزين على تسليط الضوء على نتاج ضيف اللقاء المتنوع الذي يشمل دراسة الشعر والقصة والرواية والرحلة، ونوه بالحضور الفاعل لمحمد المسعودي في الساحة الثقافية بالمدينة وبالمغرب وفي الوطن العربي من خلال مشاركته في الندوات وتقديم الكتب واكتشاف المواهب الجديدة في الكتابة الإبداعية، وحضوره الجمعوي وفي الإذاعة وغيرها، متسائلا عن كيفية تثمين هذا الحضور وقيمته الثقافية والفكرية والتنموية باعتبار هذا الإسهام الثقافي رافعة من رافعات التنمية الاجتماعية، ومتسائلا عن الدور التربوي والتعليمي المهني لشخصية الكاتب وعلاقته بالبعد الثقافي المعرفي، وحضور الأمكنة المتعددة في حياته وتأثره بها وأثره فيها.
ثم قام الدكتور عبد النور مزين بعرض مؤلفات الكاتب معرفا بها في إشارات دالة وسريعة، وبعدها توجه بأسئلته إلى محمد المسعودي منطلقا من سؤال جدوى الثقافة، وهل الثقافة تؤخذ على محمل الجد في وطننا العربي، وعن المركز والهامش في الممارسة الثقافية، وعن الشعر وسبب تراجعه، وعما بعد الكولونيالية في الكتابة الروائية، وعن تطور الإبداع المغربي، ثم تم التركيز على محاور كتاب “الرحلة الكولونيالية في الأدب العربي المعاصر” وما أثاره من إشكالات، وخاصة ما يتصل بمركزية الثقافة الأوروبية والغربية وثقافات الهامش.
وقد كانت إجابات مستفيضة من الناقد والباحث محمد المسعودي الذي عبر عن آرائه في تلقائية ووعي نقدي وقف عند اختلالات الوضع الثقافي والإعلامي والتعليمي ببلادنا وبالبلاد العربية، مبينا أن النصوص الرحلية التي اشتغل بها في كتابه أبانت عن وعي ثقافي متقدم لأصحابها، وهم أدباء لهم وزن في الثقافة العربية، رفضوا المركزية الغربية وانتقدوها من أفق ما بعد كولونيالي يؤمن بأن طريق بناء ثقافة الأوطان والحضارات لا تمر بالضرورة عبر نفس مسار الغرب، وأن الثقافات الأخرى لها وزنها وقيمها التي يمكن أن تسهم في ثراء الحضارة الإنسانية، وأن سعي الغرب لإيهامنا بتقدم قيمه الثقافية والحضارية مجرد زيف، وأن تنوع الثقافات ضرورة إنسانية وحياتية. وعرج في سياق إجابته على أهمية الإعلام ودوره الهام في تغيير ذوق الناس وتقريب المعرفة ونشر الوعي الثقافي بينهم، ووقف عند تراجع القراءة ومشكلات المدرسة المغربية وتدني الاهتمام فيها بما هو ثقافي، ثم كان الحديث عن الرواية المغربية التي اعتبرها رواية ما بعد كولونيالية لأنها تعالج هموم الإنسان المغربي وواقعه في فترة ما بعد الاستعمار مؤكدا أن الرواية فن منفتح وتجريبي قابل للتغير والتطور والانفتاح دائما على الجديد، هو والقصة القصيرة، وأن هذا الشكل الدينامي لهذين الفنين أتاح لهما القدرة على الارتباط بالإنسان والتعبير عنه بأساليب متطورة وتجريبية متنوعة…
وفتح بعد ذلك باب الحديث أمام الحاضرين الذين كانت مداخلاتهم إضافة وإغناء للحوار بين المتحاورين، وكانت أسئلتهم حافزا نحو مزيد من الحفر في مفاهيم مثل الكولونيالية، والرحلة الكولونيالية، وما بعد الكولونيالية، وخصائص الكتابة ما بعد الكولونيالية وغيرها من مفاهيم وآراء أدلى بها الضيف.

طنجة
الجهوية الجديدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.