🇲🇦 المغرب × 🇬🇭 غانا: “لبؤات الأطلس” في مواجهة “الكوينز السوداء” من أجل نهائي الحلم – تحليل وتوقعات

الجهوية الجديدة - القسم الرياضي

تتجه أنظار عشاق كرة القدم النسوية مساء الإثنين 22 يوليو 2025 نحو الملعب الأولمبي بالرباط، حيث يخوض المنتخب المغربي للسيدات مواجهة حاسمة أمام نظيره الغاني، في نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم. المباراة تنطلق في تمام الساعة الثامنة مساءً بتوقيت المغرب، وسط ترقّب جماهيري واسع، وآمال معلّقة على لبؤات الأطلس لبلوغ النهائي للمرة الثانية تواليًا.
المنتخب المغربي بقيادة المدرب الإسباني خورخي فيلدا قدم مشوارًا مميزًا منذ انطلاق البطولة. ففي دور المجموعات، تصدّر مجموعته برصيد سبع نقاط، بعد تعادل مثير أمام زامبيا (2-2)، ثم فوز على الكونغو الديمقراطية (4-2)، وانتصار تكتيكي على السنغال (1-0). في ربع النهائي، تفوقت لبؤات الأطلس على مالي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في مباراة سيطرت فيها المغرب على مجريات اللعب بفضل تنظيمها العالي وأداءها الجماعي، وسجلت فيها المهاجمة ابتسام جريدي هدفين، بينما أضافت كنزة شابل هدفاً ثالثاً، مؤكدة قوتها في صناعة اللعب والاختراق.
في المقابل، خاضت غانا مسارًا أقل استقرارًا. بدأت مشوارها بهزيمة أمام جنوب إفريقيا، ثم تعادلت مع مالي، قبل أن تعود بفوز مقنع على تنزانيا. في الدور ربع النهائي، واجهت الجزائر في مباراة مغلقة انتهت بالتعادل السلبي، وتمكنت من التأهل بفضل تألق الحارسة سيثينيا كونلان التي تصدت لركلتين ترجيحيتين. ورغم أن المنتخب الغاني يفتقد للثبات في الأداء، إلا أنه يبقى خصمًا عنيدًا، خصوصاً بفضل سرعاته في الهجوم والضغط البدني العالي في وسط الميدان.
على مستوى الأسماء، تمتلك المغرب مجموعة من اللاعبات المتميزات القادرات على صنع الفارق. في مقدمتهم ابتسام جريدي، الهدافة المخضرمة التي تظهر دائمًا في المواعيد الكبرى، وكنزة شابل التي أثبتت نفسها كصانعة لعب مبدعة. في الدفاع، تشكل نهيلة بنزينة ركيزة صلبة، بينما تتولى خديجة الرميشي حراسة المرمى بثقة وخبرة. أما غانا، فتعوّل على مهاجمتها السريعة نجوما ناناما التي تجيد استغلال المساحات، إلى جانب أفايا أغييمن في خط الوسط، التي تلعب دورًا محوريًا في افتكاك الكرات وتوزيع اللعب، فيما يُعتبر تألق الحارسة كونلان أحد عوامل الأمان في المباريات الكبرى.
التوقعات الفنية ترجّح كفة المغرب، نظرًا لتماسك خطي الدفاع والوسط، والتنوع الهجومي الذي ظهر في المباريات السابقة، بالإضافة إلى عامل الأرض والجمهور الذي قد يصنع الفارق في اللحظات الحاسمة. من جهة أخرى، تراهن غانا على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة، إلا أن افتقادها للفعالية الهجومية من اللعب المفتوح قد يكون نقطة ضعف قاتلة أمام منتخب منظّم مثل المغرب.
مع تسجيل لبؤات الأطلس لعشرة أهداف في أربع مباريات، مقابل خمسة أهداف فقط لغانا في نفس العدد من المباريات، تظهر الفوارق بوضوح، خصوصاً أن المغرب لم تخسر أي مباراة منذ أبريل 2025، مما يعكس نسقاً تصاعدياً وثقة كبيرة لدى اللاعبات. وإذا حافظ الفريق على تركيزه، واستثمر بشكل جيد قدرات لاعباته في الأطراف والعمق، فإن الوصول إلى النهائي يبدو في المتناول.
المواجهة، إذن، ليست مجرد مباراة نصف نهائي، بل اختبار حقيقي للنضج التكتيكي والشخصية الجماعية. المنتخب المغربي أمام فرصة تاريخية جديدة للعب النهائي القاري مجددًا، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام خصم يلعب بأعصاب باردة. وبينما تستعد الرباط لتكون مسرحًا لموقعة كروية مثيرة، يبقى السؤال مطروحًا: هل تواصل لبؤات الأطلس كتابة المجد، أم أن الكوينز السوداء ستفاجئ الجميع وتقلب التوقعات؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.