ملعب الأمير مولاي عبد الله: انطلاقة رسمية وإشكالية الاستغلال بعد البطولات الكبرى
الجهوية الجديدة
يستعد المغرب غدًا لمتابعة حدث رياضي استثنائي، حيث يُفتتح رسميًا ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بمواجهة المنتخب الوطني المغربي ضد نظيره النيجيري. هذا الملعب ليس مجرد فضاء لممارسة الرياضة، بل أصبح رمزًا للبنية التحتية الحديثة والطموح الرياضي الوطني، ومركز جذب للفعاليات الكبرى التي تضع المغرب على خارطة الرياضة الدولية.
على مدار البطولات الكبرى، مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، تتضاعف الإيرادات الاقتصادية المرتبطة بالملاعب، من تذاكر المباريات والسياحة والفنادق والمطاعم إلى الرعاية الإعلامية والأنشطة التجارية المحيطة. إلا أن التحدي الأكبر لا يكمن في لحظات البطولة، بل فيما بعدها: كيف يمكن استغلال هذه الفضاءات بشكل مستدام بعد انتهاء التظاهرات الكبرى؟
غياب الاستغلال المنتظم قد يحوّل الملاعب الحديثة، مهما بلغت قيمتها الرمزية، إلى منشآت مكلفة على الدولة، تستهلك ميزانيات الصيانة دون أن تعود بالنفع الاقتصادي والاجتماعي المرجو. ولهذا، يشدد خبراء الرياضة والاقتصاد على ضرورة اعتماد استراتيجية شاملة للاستغلال المستمر.
هذه الاستراتيجية تعتمد على تنويع استخدام الملاعب من خلال تنظيم بطولات محلية ودولية بانتظام، إضافة إلى استضافة فعاليات غير رياضية مثل الحفلات الموسيقية والمهرجانات والمؤتمرات، وإدماج الملعب في برامج السياحة التجارية عبر مطاعم، متاجر، أو متاحف رياضية. نجاح هذه الخطوة يضمن تحويل الملاعب إلى محاور نابضة بالحياة على الدوام، مع استمرارية العوائد الاقتصادية والفائدة الاجتماعية.
لا يقتصر دور ملعب الأمير مولاي عبد الله على الجانب الاقتصادي فقط، فهو مساحة لتعزيز الانتماء الوطني وروح الجماعة، إذ يجمع بين عشاق الكرة ويعكس صورة إيجابية عن المغرب على المستوى الدولي. المباراة غدًا ضد المنتخب النيجيري تمثل فرصة رائعة لإطلاق هذا الصرح الكبير، وللجمهور المغربي لتجربة الأجواء الحديثة والاستمتاع برياضة تجمع بين الإثارة والتشويق.
في النهاية، تظل الملاعب الرياضية أدوات استراتيجية تتجاوز مجرد المباريات، فهي تجمع بين الهوية الوطنية، الاقتصاد، السياحة، والثقافة الرياضية. لكن التحدي الحقيقي يكمن في استغلال هذه الفضاءات بشكل جيد بعد انتهاء البطولات الكبرى، لضمان أن تبقى الفائدة مستمرة وأن يتحول ملعب الأمير مولاي عبد الله إلى مركز دائم للنشاط الرياضي والثقافي بالمملكة.