هل تُهدّد السياسة القضائية حلم الكرة الذهبية؟ توقيت إعادة فتح قضية حكيمي يُثير الجدل
الجهوية الجديدة
تُطرح علامات استفهام واسعة في الأوساط الرياضية والإعلامية عقب الخطوة المفاجئة التي اتخذتها النيابة العامة الفرنسية بإعادة تحريك الملف القضائي المتعلّق باللاعب المغربي الدولي أشرف حكيمي، وذلك بعد أكثر من عام ونصف من فتح التحقيق الأولي، ووسط غياب أي معطيات جديدة تُبرّر التصعيد القانوني.
ويأتي هذا التطور في تزامن مثير مع إعلان “فرانس فوتبول” عن القائمة النهائية للمرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية 2025، والتي تضمّنت اسم حكيمي كأول ظهير مغربي يدخل السباق منذ تأسيس الجائزة. ففي الأول من أغسطس، طالبت النيابة العامة في نانتير بإحالة اللاعب رسميًا إلى المحاكمة بتهمة “الاغتصاب”، استنادًا إلى وقائع تعود إلى فبراير 2023. وعلى الرغم من أن حكيمي يخضع للرقابة القضائية منذ مارس 2023، فإن إعادة إحياء الملف بهذا التوقيت دفعت الكثيرين للتساؤل: هل هو إجراء قضائي صرف؟ أم تشويش مقصود؟
فلا توجد أي مؤشرات على ظهور أدلة جديدة أو شهادات مختلفة، ما يُعزز فرضية أن التوقيت لم يكن بريئًا في نظر البعض. طرح متابعون للشأن الكروي المغربي والعربي احتمالية وجود “نية مبيّتة” لتشويه صورة اللاعب في لحظة تتويج جماهيري كبير، خاصّة أن حكيمي أصبح نموذجًا رياضيًا عالميًا، يتمتع بشعبية جارفة داخل وخارج أوروبا. ويرى محلّلون أن هذه التطورات قد لا تكون مصادفة، خاصة مع ما شهدته وسائل الإعلام الفرنسية من حملات انتقادية متزامنة مع إعلان ترشيحه، وتناولها لقضيته القضائية من جديد بطريقة درامية رغم أنها كانت شبه نائمة قضائيًا.
من جهتها، وصفت محامية اللاعب، فاني كولين، قرار النيابة بأنه “غير مفهوم وغير مستند على أي تطور قانوني جوهري”، مؤكدة أن موكلها سيطعن في أي إجراء لمحاكمته، وأن فريق الدفاع يمتلك أدلة كافية لنفي التهمة بالكامل.
تلقى حكيمي دعمًا لافتًا من شخصيات رياضية كبرى، أبرزهم زميله السابق كيليان مبابي، الذي أدلى بشهادة لصالحه، واصفًا إياه بالشخص المحترم الخلوق، ومشكّكًا ضمنيًا في رواية الطرف المدّعي. كما أعلنت نقابة المحامين في المغرب تشكيل لجنة لمتابعة أطوار الملف، والتأكد من احترام الحقوق الأساسية للمتهم، وسط دعوات لضمان محاكمة عادلة تُجنّب تسييس الملف أو استغلاله إعلاميًا.
في غياب دليل ملموس على وجود حملة منظمة، يظل توقيت تحريك القضية موضع شك وتساؤل، خاصة حين يقترن بلحظة تاريخية للاعب كان على مشارف أن يصبح أول مغربي ينافس فعليًا على الكرة الذهبية. وبين من يرى في الأمر مصادفة قانونية، ومن يعتبره محاولة مكشوفة لتقزيم إنجاز أفريقي عربي كبير، تبقى الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف النوايا الحقيقية.