غنلبس جلابتي وما غتعرفوني فاين مشيت!”… صرخة أم مغربية وصلت حدود الأمم المتحدة

الجهوية الجديدة – حنان عزوز

في كل ركن من أركان المغرب، من طنجة العالية إلى الكويرة العزيزة، تتردد جملة واحدة بصوت حازم ممزوج بالتعب والسخرية:
“غنلبس جلابتي وما غتعرفوني فاين مشيت!”
عبارة مشفّرة تنفجر بها الأمهات المغربيّات كلما وصلت نسبة الصبر إلى الصفر، وبدا أن الفرار هو الحل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من أعصابهنّ.
أعلنت جمعية “أنا ماشي روبو” للدفاع عن حقوق الأمهات المنزليات (اللي هما كل الأمهات بصراحة)، أن استعمال الجملة السحرية ارتفع بنسبة 73% خلال العطلة الصيفية، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، ومعدلات “البسالة” ديال الأطفال، وتضاعف عدد الوجبات اليومية.
وتقول رئيسة الجمعية، السيدة “لالة زهرة”:
“الأم المغربية كتقوم بمهام الطباخة، المربية، المنظفة، المستشارة النفسية، والحارسة الشخصية، وكل هذا مقابل… نظرة ناكرة من ولدها ملي تقولو ‘واش سليتي الماكلة؟’ ويجاوبك: ‘آش هاد الماكلة؟’”.
سؤال فلسفي وجودي حير علماء النفس والاجتماع: أين تذهب الأمهات حين يرتدين “الجلابة”؟ بعض الدراسات تقترح أن الجلابة المغربية تحتوي على خاصية التخفي التلقائي، تجعل الأم تختفي فعلاً، إن لم يكن من المنزل، فعلى الأقل من الواجبات.
لكن الواقع يقول إن الأم لا تهرب فعلاً… بل تتوجه إلى المطبخ من جديد وهي تهمس في سرها:
“غير نوجدلهم براد د أتاي ونرجع نتعصب.”
في مشهد يومي معتاد من المسلسل الدرامي “الدار المغربية”:
• طفل عمره 6 سنوات، يعصر معجون الأسنان في البانيو.
• طفل آخر يصيح من الحمام: “ماماااااااااااااااا، ساليييييييييت!!!”
• زوج يتساءل: “فين التقاشر ديالي؟!
• الأم، في وضعية الجنين، تردد بهدوء:
“غنلبس جلابتي وما غتعرفوني فاين مشيت…”
من بين المقترحات التي ناقشها مجلس الحكماء في “حمام الحي”:
تأسيس وزارة الراحة النفسية للأمهات.
فرض ضريبة على كل سؤال غير ضروري يُوجّه للأم بعد الساعة 10 ليلاً.
توفير رخصة شهرية بعنوان “خروج بلا سبب”.
إطلاق حملة وطنية بعنوان: “حتى الأم كتعيى”.
الجملة الشهيرة ليست مجرد نكتة، بل نداء استغاثة ناعم مغطى بالجلابة.
فلتُرفع القبعات (والمقالي والمكانس الكهربائية) لكل أم قررت يومًا أن تختفي بشوية د الكرامة، وتمنح نفسها لحظة سلام وسط دوامة الحياة المنزلية.
ففي النهاية، كل ما تريده الأم هو… شي كاس د أتاي سخون، وبلا صداع الراس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.