تاريخ الموسيقى

بقلم الإعلامية حنان عزوز

الموسيقى تعطي روحًا للكون، أجنحة للعقل، طيرانًا للمخيّلة وحياة لكل شيء – أفلاطون

الموسيقى غذاء كل المحبّين – جلال الدين الرومي

هكذا وصف أفلاطون وجلال الدين الرومي وغيرهم كثير تأثرهم بالموسيقى واندماج أفئدتهم معها لدرجة وصف بعضهم لها بأنها كالمصباح تطرد ظلمة النفس كما قال جبران خليل جبران.

قد يبدو للوهلة الأولى أن موضوع الموسيقى هو مجرد موضوع فني صرف، لكن هنالك أبعاد أخرى تاريخية، تحليلية وفلسفية.

سنتعرض في هذا المقال للبعد التاريخي للموضوع، وقد نسلط الضوء على الجوانب الأخرى في مقالات لاحقة.

يربط البعض نشأة الموسيقى بالنشاط البشري وما يصاحبه من ظواهر طبيعية كالرياح والأمطار وأصوات الحيوانات، فيما يتجه البعض الآخر إلى أنسنة تاريخ الموسيقى من حيث ارتباطها بكائن اجتماعي يعي دورها في التواصل مع الآخر.

وبالاعتماد على الاكتشافات الأثرية، يمكن تأريخ الآلات الموسيقية إلى 43000 سنة، حيث اكتشف العلماء ثلاثة مزامير مصنوعة من العاج وعظام الحيوانات في جنوب ألمانيا.

ومنذ العصور القديمة إلى يومنا هذا تطورت الموسيقى وفقًا للتغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، ومن أهم محطاتها:

– العصور القديمة:

الموسيقى في العصور القديمة كانت تستخدم في الأغراض الدينية والشعائر حيث كانت تعزف باستخدام الآلات الموسيقية المصنوعة من المواد الطبيعية مثل الأخشاب والحجارة.

بينما كان للحضارات القديمة مثل المصريين واليونانيين نظام موسيقي متطور يستخدم مجموعة متنوعة من الآلات والمقامات الموسيقية.

– العصور الوسطى:

خلال العصور الوسطى، تطورت الموسيقى المسيحية وأصبحت مرتبطة بالكنائس والمذابح كما تطورت النوتة الموسيقية لتمكين تسجيل الألحان بدقة أكبر.

كما ظهرت آلات جديدة مثل العود، وأصبحت العروض الموسيقية جزءًا من الفعاليات الملكية والاجتماعية.

– عصر النهضة والباروك:

في عصر النهضة والباروك، ازداد تعقيد الموسيقى وتنوّعت الأشكال الموسيقية وتطورت العديد من الآلات الموسيقية مثل الكمان والكلارينيت.

شهد هذا العصر ظهور عدد من الملحنين الشهيرين مثل باخ وهاندل وفيفالدي، الذين ساهموا في تطوير العديد من الأنماط الموسيقية.

– العصور الكلاسيكية والرومانسية:

في القرن الثامن عشر، ظهرت العصور الكلاسيكية والرومانسية، وشهدت تطوير أشكال موسيقية معقدة مع التركيز على الهيكلية والعاطفة.

مؤلفين مثل موتسارت وبيتهوفن وشوبان أثروا بشكل كبير في هذه الفترة.

– العصر الحديث والمعاصر:

مع بداية القرن العشرين، شهدت الموسيقى تطورًا سريعًا مع ظهور أنماط موسيقية جديدة مثل الجاز والبلوز والروك والهيب هوب.

ساهمت الابتكارات التكنولوجية مثل التسجيل الصوتي والتكنولوجيا الرقمية في تغيير طرق إنتاج واستهلاك الموسيقى.

– العصر الحديث والمعاصر “العقد الأخير”:

في العقد الأخير من القرن العشرين وما بعده، تطورت الموسيقى المعاصرة بشكل كبير مع تفسيرات مبتكرة وتجارب جديدة حيث مزج الفنانون المعاصرون بين مختلف الأنماط والتأثيرات لإنتاج موسيقى تعكس التعقيدات والتحديات الحديثة.

التعليقات مغلقة.