حين تمنعنا العزة بالإثم من قول: “أنا آسف”

الجهوية الجديدة – حنان عزوز

في حياتنا اليومية نصادف أشخاصًا يخطئون مثلنا جميعًا، لكن الفارق يظهر عند لحظة الاعتراف. فبينما يملك البعض شجاعة الاعتذار وتصحيح المسار، يختار آخرون طريق المكابرة. هؤلاء الذين لا يعتذرون مهما تكررت زلاتهم، ينطبق عليهم الوصف القرآني البليغ: “أخذته العزة بالإثم”.

الاعتذار ليس ضعفا كما يتوهم كثيرون، بل قوة داخلية تنمّ عن نضج وشجاعة. أما الإصرار على الخطأ بدافع الكِبر، فهو ما يحول الخطيئة الصغيرة إلى جرح عميق في العلاقات الإنسانية. فكم من صداقة انكسرت، وكم من أسرة تفككت، وكم من بيئة عمل توترت فقط لأن أحدهم رفض أن يقول كلمة بسيطة: “سامحني أو سامحيني”.

الخبراء في علم النفس والاجتماع يؤكدون أن الاعتذار يفتح بابا للثقة المتبادلة ويخفف من حدة التوتر.

إيفريت ورثينجتون – أستاذ علم النفس الإكلينيكي، مختص في دراسات الغفران:

“الاعتذار الحقيقي هو اعتراف بالخطأ وتحمل للمسؤولية، وهو بمثابة جسر يسهل على الطرف الآخر أن يعفو ويسامح.”

اليوم، وفي زمن تتسارع فيه وتيرة الخلافات، نحن أحوج من أي وقت مضى إلى نشر ثقافة الاعتذار، والتربية على التواضع وقبول النقد. فالعلاقات الإنسانية لا تبنى على العناد، بل على الاعتراف المتبادل بالخطأ، وعلى الشجاعة في إصلاحه.

لعلها لحظة صدق مع النفس تجعلنا نعيد النظر: هل نريد أن نكون من الذين تأخذهم العزة بالإثم، أم من الذين يعتذرون فيرتقون بإنسانيتهم؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.