ابتداء من اليوم 12 من يناير من كل سنة يحتفل أمازيغ كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وأجزاء من مصر، وكذلك أمازيغ دول الساحل كمالي والنيجر، وباقي الأمازيغ حول العالم، برأس السنة الأمازيغية الجديدة والذي يُطلقون عليه اسم “ينّاير” (Yennayer).
ويعود تاريخ هذا الاحتفال إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات والأساطير الشعبية بشمال إفريقيا، ويعد إحياء للرابط بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلا عن ثروة الأرض وسخائها، لذلك، يعتبر رأس السنة الأمازيغية احتفالا بعيد الطبيعة والحياة الزراعية والنهضة والوفرة، كما اكتسب هذا الاحتفال في الآونة الأخيرة أهمية إضافية باعتباره وسيلة لإرساء الهوية الثقافية لجميع الأمازيغ.
وقد بدأ التقويم الأمازيغي يتخذ شكلا رسميا في الستينيات عندما قررت “الأكاديمية البربرية” وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها بباريس، البدء في عد الأعوام الأمازيغية اعتبارا من 950 قبل الميلاد، ووقع اختيار التاريخ ليتزامن مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر، حيث كان الاخير أمازيغيا من أصل ليبي، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا العريق. وبالتالي، يرى الأمازيغ أن هذا التاريخ يرمز إلى القوة والسلطة.
ويبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ او يناير الفلاحي يوم 13 يناير، وهو مستوحى من التقويم اليولياني (وهو تقويم فرضه يوليوس قيصر سنة 46 ق. م، ودخل حيّز التنفيذ سنة 45 ق. م، في محاولة لمحاكاة السنة الشمسية ويتكون من 365.25 يوماً مقسمة على 12 شهراً) وكان سائدا شمال أفريقيا خلال فترة الهيمنة الرومانية كما يوافق راس السنة الامازيغية بداية ما يعرف باسم “الليالي” التي تدوم 20 يوما، وهي من الفترات التي تسجل انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة.
ويكتسي الاحتفال براس السنة الأمازيغية خلال هذا العام وضعا خاصا بالمغرب نظرا لاعتماده عطلة رسمية مؤدى عنها وهو القرار الذي اصدره الملك محمد السادس في شهر ماي الماضي ليكون المغرب ثاني بلد شمال افريقي يجعل من راس السنة الامازيغية عطلة رسمية بعد الجزائر التي اقرت برسميته سنة 2018.
وتتنوع الاحتفالات براس السنة الامازيغية او ”الحاكوز” او ”ايض يناير” في المغرب بتنوع واختلاف مناطقه ولهجاته، فكل منطقة لها احتفالاتها وطقوسها الخاصة في استقبال العام الامازيغي الجديد، إلا ان ما يجمع بين هذه الاحتفالات هو تخليد الانتماء للأرض والاعتزاز بالموروث الثقافي المتوارث ابا عن جد ونقله وترسيخه للأجيال الجديدة.