ونحن على مشارف توديع السنة الحالية سنعرض لكم في هذه الأسطر القليلة معلومات حول السنة الكبيسة الجديدة التي نستعد لاستقبالها، وهي الظاهرة التي لا تحدث مرة في كل 4 سنوات.
السنة الكبيسة هي سنة عدد أيامها 366 يوما على خلاف السنة البسيطة المكونة من 365 يوما، وذلك راجع لاستغراق الأرض في دورتها حول الشمس ما يناهز 365 يوما وربع اليوم، لذا فقد تقرر جمع هذه الأرباع في يوم واحد وهو 29 فبراير وإضافته في السنة الرابعة لكي يتناسب التقويم مع الدورة الفلكية.
يوجد معياران أساسيان يجب أخذهما بعين الاعتبار لتحديد السنة الكبيسة حسب التقويم الغريغوري الميلادي، وهما أن يكون الرقم الذي يُمثّل قيمة السنة قابلاً للقسمة على 4، فإذا كان الرقم الذي يمثل قيمة السنة قابلا للقسمة على 100 فإن هذه السنة لا تعد كبيسة، ويستثنى من ذلك الأرقام التي تقبل القسمة على 400. وعلى سبيل المثال فإن السنوات 2000، 2400 تُعدّ سنوات كبيسة، في حين أن السنوات 1800، 1900، 2100، 2200، 2300، 2500 لا تعد سنوات كبيسة، وبناءً على القواعد المتبعة، فإن السنوات الآتية تعد سنوات كبيسة: 2020، 2024، 2028، 2032، 2036، وهكذا.
وقد وجدت السنة الكبيسة كحل لمشكلة التوافق الزمني بين التقويم والدورة الفلكية للأرض حول الشمس، ومع ذلك لا تُعدّ السنة الكبيسة حلا مثاليا، لأن المبدأ الذي تقوم عليه السنة الكبيسة بإضافة 24 ساعة مرة كل أربع سنوات يعني أن تتجاوز السنة التقويمية السنة الشمسية بمقدار 11 دقيقة و14 ثانية كل عام، ولتفسير الأمر بشكل أدق، فإن السنة الشمسية أطول من السنة التقويمية بمقدار 5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، وعند إضافة 24 ساعة كل أربع سنوات، فإن السنة التقويمية ستتجاوز السنة الشمسية بمقدار 11 دقيقة و14 ثانية، وسينتج عن تراكم هذه المدد الزمنية بعد 128 عاما سنة تقويمية بيوم إضافي جديد.
وجاء التقويم الغريغوري بمعيار جديد لاعتماد السنة الكبيسة لحل المشكلة السابقة، إذ ينص هذا المعيار على إلغاء سنة كبيسة واحدة كل 400 سنة، الأمر الذي يساعد على التخلص من المدة الزمنية ذات 11 دقيقة و14 ثانية، حيث يبدو هذا التقليص الزمني الأخير حلا مثاليا للفارق الزمني الذي قد ينتج بين السنة الشمسية والتقويمية، إلا أن هذه الخطوة سينتج عنها فارق زمني بمقدار نصف دقيقة لصالح السنة التقويمية، أي أن السنة الشمسية ستتأخر عن السنة التقويمية بمقدار يوم كامل بعد 3300 سنة، وقد لا يسبب هذا الأمر حاليا أية مشاكل محتملة، ليظل الأمر على عاتق الأجيال القادمة لاكتشاف الحل الأفضل للفارق الزمني الذي سينتج في المستقبل.
وفي جميع الأحوال سواء كانت السنة الجديدة كبيسة أو غير ذلك، فنتمنى أن يجعلها الله سنة سلم ومحبة على البشرية جمعاء وان يعم الخير والسلام على كافة أقطار المعمور.