الهلال يصعق مانشستر سيتي برباعية تاريخية.. وياسين بونو يتألق كبطل خارق في ليلة لا تُنسى
الجهوية الجديدة - القسم الرياضي
حقق نادي الهلال السعودي فوزًا تاريخيًا على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة 4-3 بعد التمديد، في مباراة مثيرة جمعت بينهما ضمن منافسات كأس العالم للأندية، في واحدة من أكثر ليالي كرة القدم إثارة في السنوات الأخيرة. لم يكن الفوز مجرد إنجاز رياضي عابر، بل لحظة مفصلية في مسيرة الكرة السعودية، سُطّر فيها المجد بأقدام لاعبي الهلال وبقلب وعقل الحارس المغربي ياسين بونو، الذي لعب دور البطل الحقيقي في هذا الانتصار التاريخي.
منذ الدقيقة الأولى، كان واضحًا أن الهلال سيدخل في اختبار قاسٍ أمام قوة هجومية لا ترحم يقودها هالاند وفودن ودي بروين، لكن بونو وقف كالأسد في عرينه، متسلحًا بثقة هادئة وخبرة كبيرة. تصدى ببراعة لانفرادات صريحة وتسديدات قوية، ونجح في إحباط أكثر من فرصة محققة، بينها تصدٍ مذهل لهالاند في الدقيقة 37 وتسديدة صاروخية من فودن في نهاية الوقت الأصلي. لم يكن بونو مجرد حارس مرمى، بل كان صمام الأمان ومصدر الإلهام لفريقه، يوجه ويصرخ ويشجع، ويقود الهلال من الخلف وكأنه قائد عسكري يقرأ تحركات العدو بدقة.
الهلال ورغم التأخر بهدف مبكر، لم يتراجع بل رد بقوة في الشوط الثاني بهدفين سريعين عن طريق ماركوس ليوناردو ومالكوم، مما زاد من حماسة الفريق وثقته. السيتي عاد بهدف التعادل، لكن إصرار الهلال لم ينكسر، ودخل الأشواط الإضافية بروح المنتصر، لا الباحث عن التعادل. سجل كوليبالي الهدف الثالث، ثم عاد ليوناردو ليضرب من جديد في الدقيقة 112 ويمنح الهلال فوزًا لا يُنسى، في وقت كانت فيه الأعصاب مشدودة والقلوب معلقة.
ما فعله ياسين بونو لا يختصر في التصديات فقط، بل في حضوره الذهني وقراءته الذكية للهجمات، وثقته التي انتقلت لبقية زملائه. الصحافة العالمية لم تتأخر في الإشادة به، فقد وصفته وسائل إعلام إسبانية وفرنسية وبريطانية بأنه “رجل المباراة”، وقالت عنه ماركا إنه “سدّ لا يُخترق”، بينما رأت بي بي سي أن “الهلال وجد قائده الحقيقي في أحلك اللحظات”. تصريح بونو بعد المباراة لخّص المشهد بكلمات بسيطة لكنها قوية: “احترامنا لمانشستر لا يعني خوفنا منه، كنا نعرف ما نريده ولعبنا بقلب رجل واحد”.
فوز الهلال ليس مجرد تأهل إلى النهائي، بل إعلان رسمي بأن الأندية العربية باتت قادرة على مقارعة عمالقة أوروبا، لا بالشعارات أو الأمنيات، بل بالأداء والانضباط والروح العالية. وكان ياسين بونو، بكل هدوئه وصلابته، تجسيدًا لهذه الروح.